أهمية السائل الحاضن للطعوم الذي يحفظ جذور الشعر في العملية

أهمية سائل جذور الشعر

سائل حفظ الطعوم في عملية زراعة الشعر ضروري للغاية لتحقيق نتائج مثالية وتقليل أي إهدار للبصيلات المنقولة أثناء زراعتها. إلا أن القليل جدا من الأبحاث يدرس كيفية إيجاد أفضل سائل حاضن للطعوم الذي يحفظ جذور الشعر. في الواقع، هناك العديد من الجوانب التي يجب أن نفكر فيها حول استخدام المحلول ودرجة حرارته التي تجعله بيئة مناسبة لحفظ البصيلات المستخرجة من فروة الرأس لحين زراعتها في الأماكن المحددة، وتشمل هذه العوامل:

  • كيف تؤثر عملية التبريد على الطعوم؟
  • إذا كان التبريد مفيد، فما هي أفضل درجات الحرارة المناسبة لذلك؟
  • ما هو أفضل سائل حاضن للطعوم وعند أي درجة حرارة؟
  • هل هناك أي أنواع من هذه السوائل تؤثر سلبيا على الطعوم؟

من المهم أيضا أن الكثير من جراحي زراعة الشعر يفكرون في إضافات للسوائل التي يعملون بها حتى تقدم أفضل فرصة بقاء للبصيلات قبل الزراعة. وتشمل هذه الإضافات المواد المضادة للأكسدة، أدينوسين ثلاثي الفوسفات ATP وهي عملة الطاقة بالخلية، والأكسجين. يوجد محلول واحد جدير بالذكر في هذه الحالة، وما زال قيد البحث وهو هيبوثيرموسول، حيث يحتوي هذا المحلول الفريد من نوعه على جسيمات شحمية غنية بعملة الطاقة ATP ويمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة. لسوء الحظ، جميع الأبحاث الخاصة بطرق الحفاظ على بصيلات الشعر قبل العملية، تنظر في الأنواع التي تنتشر بين جراحي زراعة الشعر فقط، ولا تتطرق للسوائل الحديثة التي يستخدمها خبراء زراعة الشعر مثل دكتور يتكين باير. في هذا المقال سوف نستعرض سويا خواص السوائل الحاضنة للطعوم، وأفضل أنواع هذه السوائل، وكيف تحقق نتائج أفضل عند استخدام السائل المناسب للعملية.

 

أهمية السائل الحاضن للطعوم في زراعة الشعر

يعد الحفظ الحيوي المناسب للخلايا والأنسجة في الطعوم أثناء عملية زراعة الشعر عاملا حاسما في نتائج العملية. أثناء إجراء عملية زراعة الشعر، تواجه الخلايا والأنسجة أشكالا متعددة من الضغوط المرتبطة بالإجراء من قبل استخراج الشريط المانح أو وحدات الاقتطاف، من خلال مراحل تشريح وحفظ البصيلات، وبعد نقطة إعادة التوطين في المنطقة المستقبلة. هناك بعض الجوانب الخلوية والكيميائية الحيوية لعملية زراعة الشعر التي تنفرد بأنواع معينة من الخلايا والأنسجة المعنية. ومع ذلك، هناك الكثير مما يمكن أخذه في الاعتبار من النماذج الأخرى في الخلايا المختبرية ذات الصلة، وكذلك من المعرفة الحالية عند الحفاظ على الأنسجة والبصيلات.

في ظل الظروف العادية، تتكون بيئة الخلايا والأنسجة البشرية من توازن تناظري متساوي الأيونات يتم الحفاظ عليه بواسطة مضخات غشاء الخلية التي تحركها عملات الطاقة ATP. تشتمل المكونات الأيونية الرئيسية على الصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم يتم تنظيم كل منها بواسطة مضخات وقنوات غشائية يتم ضخها، بالإضافة إلى الكلوريد، داخل الخلية أو خارجها بشكل فعال لموازنة الضغط الاسموزي لجزيئات الخلية وبعد ذلك ينظم التدفق السلبي للمياه داخل وخارج الخلايا.

وبهذه الطريقة، على الرغم من التبسيط الشديد، إلا أن هناك بيئة بين الخلايا وخارج الخلية تختلف اختلافا واضحا عن بعضها البعض. في ظل الظروف الحرارية المعتادة وهي 37 درجة مئوية، التوازن المناسب للأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وتبادل المواد الغذائية والنفايات، وما إلى ذلك، فإن السائل الذي يحفظ الخلايا والأنسجة متساوي التوتر، أو يشار إليه أيضا على أنه يشبه درجة حرارة خارج الخلية.

إن تدفق المواد الغذائية المعتادة للحرارة عبر مسارات الأيض الخلوية يدعم إنتاج ATP أدينوسين ثلاثي الفوسفات الذي بدوره يدفع المضخات الأيونية الغشائية للحفاظ على التوازن في الخلية. يتم التخلص من نفايات الخلايا من الخلايا، وتتم إزالة الجذور الحرة الناتجة عن عملية التمثيل الغذائي الطبيعي من التأثير السلبي المحتمل من قبل آليات الخلية المضادة للأكسدة. مرة واحدة فقط هذه العمليات الخلية الأساسية للحفاظ على الحياة في حالة صالحة للعمل يمكن توجيه طاقات الخلية إلى مزيد من العمليات الخلوية المحددة وهي مهمة هذه الخلية.

عندما يتم فصل الخلايا والأنسجة والأعضاء من هذه المجموعة الطبيعية الظروف حتى لفترة قصيرة مثل عملية نقل بصيلات الشعر من مكان ما في فروة الرأس إلى مكان آخر، هناك العديد من الظروف غير المتوازنة المحتملة التي تؤدي إلى عواقب ضارة. يحرم غياب المغذيات مثل الجلوكوز والأكسجين الخلايا من مكونات الوقود الخام اللازمة لتوليد الوقود المكرر للخلية أو ATP. لهذا، يعتبر سائل هيبوثيرموسول الذي يعتمد عليه دكتور يتكين باير في حفظ الطعوم أثناء عملية زراعة الشعر في تركيا، من أفضل أنواع السوائل الحافظة. وذلك لاحتوائه على عنصر الطاقة في الخلية وكثير من المواد المغذية الأساسية مثل الجلوكوز والأكسجين اللازمين لنمو البصيلات وبقاءها على قيد الحياة لحين زراعتها.

 

أفضل أنواع السوائل الحاضنة للطعوم

لقد تغيرت تقنيات عملية زراعة الشعر في السنوات القليلة الماضية لتكون أكثر فعالية وأقل مضاعفات وأثار جانبية. لهذا، أولت الدراسات العلمية الكثير من الاهتمام بجميع مراحل عملية زراعة الشعر بما في ذلك الخطوة الانتقالية بين مرحلة استخراج البصيلات من فروة الرأس من المنطقة المانحة لحين زراعتها في المنطقة المستقبلة. هذه المرحلة تكون البصيلات فيها خارج الجسم البشري، ولهذا فإنها تحتاج إلى رعاية خاصة وحفظ بشكل مناسب حتى تبقى على قيد الحياة لحين زراعتها في مناطق الصلع والشعر الخفيف. هناك أنواع مختلفة من السوائل الحاضنة للطعوم، ولكل منها خصائصه وكذلك بعض المزايا والعيوب. لهذا يجب أن نعلم أفضل أنواع السوائل الحاضنة للطعوم وقدرتها على الحفاظ عليها على قيد الحياة بمختلف تقنيات زراعة الشعر.

في دراسة مفصلة حول تأثير محلول الملح أو السالين على حفظ طعوم زراعة الشعر لحين زراعتها في المنطقة المستقبلة، تم اختبار حفظ الطعوم في السائل في 4 درجات مئوية. ووجدت الدراسة أن المحلول لا يقدم أي تقدم في فترة بقاء الطعوم على قيد الحياة ما لم يتم تركها به لفترة تتجاوز 6 ساعات. وفي حالة تركها لهذه الفترة، تفقد هذه الطعوم قدرتها على إعادة الإنبات بالشكل المثالي وتقل قدراتها وفرصها في الحياة.

أما أشهر دراسة عن السوائل الحاضنة للطعوم، فقد وجدت في عام 2016 أن سائل هيبوثيرموسول وهو علامة تجارية عالمية وأصبحت من أشهر سوائل حفظ الأعضاء والأنسجة والتي تستخدم في كثير من العمليات الجراحية، تعتبر هذه المادة الأفضل من حيث فترة بقاء الطعوم وفرص نجاح نموها مستقبلا. تم تصنيع هذا السائل للاستجابة لجميع التغيرات الخلوية الحيوية مما يجعلها تقاوم أي صدمة حرارية أو بيئية بسبب نقلها خارج الجسم البشري. خاصة وأن هذا السائل مرتبط مع كمية مناسبة من أدينوسين ثلاثي الفوسفات ATP وهو عملة الطاقة في الخلية والتي تساعد على بقاء الطعوم حية لأطول فترة ممكنة.

معظم الأنسجة لديها متطلبات للحصول على الأوكسجين بنسبة عالية جدا. لسوء الحظ، فإن قابلية ذوبان الأكسجين في الأنسجة منخفضة جدا. توقف تدفق الدم بسرعة يمنع الطاقة الهوائية من الوصول إلى البصيلة خارج الجسم. كما يحرم فقدان الدورة الدموية خلايا المستقبلات الضرورية مما يقلل من فرص بقاء البصيلات ويؤدي إلى موتها حتى لو بعد زراعتها بنجاح.

إن استئصال الطعوم من أجل الزراعة يؤدي إلى نقص التروية، أو نقص إمدادات الدم. مثل هذه الأحداث تسهم في موت الخلايا وقد يستمر نقص التروية في جراحة زراعة الشعر لعدة ساعات وغالبا ما يتجاوز 4-6 ساعات. التقدم في الوصول إلى سوائل حفظ جيدة وخفض درجات الحرارة قد توفر طرقا لتحسين بقاء طعوم زراعة الشعر.

في الصورة عينات من الخلايا المخزنة في محاليل متساوية التوتر مختلفة وموضوعة تحت ميكروسكوب الفلورسنت حيث تظهر مدة بقاء خلايا جذور الشعر الحية في الوسط الخارجي.

جذور الشعر ضمن سوائل حافظة مختلفة

جذور الشعر ضمن سوائل حافظة مختلفة

 

أهمية درجة الحرارة في حفظ الطعوم

عند استخدام سائل الحفظ المناسب الذي يحتوي على المواد الأساسية اللازمة لإبقاء الطعوم على قيد الحياة، يجب أن يكون تأثير درجة الحرارة ملحوظا أثناء هذه العملية. يلاحظ العلماء أن كل انخفاض في درجة الحرارة سوف يوفر فرص أكبر في الحياة لهذه البصيلات، ولكن مقاييس درجة الحرارة يتم تحديدها بواسطة السائل المستخدم. من أهم خواص سائل هيبوثيرموسول الشهير وافضليته على محلول الملح أو سوائل البلازما والسيروم، هو قابليته لخفض درجة حرارة الطعوم إلى الحد الذي يجعلها محفوظة تماما لفترة ربما تزيد عن 8 ساعات بنفس كفاءة النشاط الخلوي.

الصدمة الحرارية هي خطر أولي شهير في زراعة البصيلات، حيث يعمل تفاوت واختلاف درجات الحرارة في بصيلات الشعر من حيث موضعها الأصلي والموضع الجديد لها. هذا الاختلاف بين درجات الحرارة يجعل البصيلات في خطر كبير حيث تفقد قدرتها على الاستقرار الخلوي. هذه الحالة في الأساس تتم لحماية الأنسجة البشرية من أي ضرر خارجي، ولكن إذا تم حفظ البصيلات في بيئة خارجة عن تأثير السيطرة الحرارية سوف تبقى البصيلات في بيئتها الجديدة دون التعرض لأي مشاكل مستقبلية.

من أشهر المواد التي ترتبط بسائل هيبوثيرموسول هي فيتامينات ب 12 وأدينوسين ثلاثي الفوسفات ATP وهي مواد أساسية لإنعاش البصيلات والأنسجة لأطول فترة ممكنة. من أفضل الطرق لحفظ درجة الحرارة، هو وضع البصيلات والأنسجة في درجة حرارة الجسم العادية والتي يستطيع عملها محلول الملح التقليدي. ولكنه لا يستطيع الإبقاء عليها لفترات طويلة في عمليات زراعة الشعر التي تتم في جلسة واحدة. حيث تحتاج هذه العمليات لفترات ربما تتجاوز 8 ساعات من العمل، أي تفترض بقاء البصيلات بما يقدر بنحو 6 ساعات. في هذه الحالة، لا يمكن أن يعتمد أطباء زراعة الشعر الحاليين مع تقنياتهم المتطورة على المحلول الملحي أو البلازما أو السيروم، لأن الهيبوثيرموسول سوف يقدم لهم الحل الوحيد الصالح للحفاظ على البصيلات لفترات طويلة خلال عملية زراعة الشعر.

المراجع

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC2956960/