ما هو تساقط الشعر الكربي ؟

ما هو تساقط الشعر الكربي ؟

“كلايمان” هو أحد علماء أمراض الجلد في القرن الماضي و هو الذي أطلق هذا التعريف على تساقط الشعر بشكل مفرط.
تساقط الشعر الكربي telogen effluvium شكل من أشكال فقدان الشعر المؤقت الذي يحدث عادة بعد الاجهاد او الصدمة او الاحداث المؤلمة ؛ وعادة مايحدث في الجزء العلوي من فروة الرأس ، و اشهرها على الاطلاق فقدان الشعر الكربي بعد الولادة.

ينقسم مرض تساقط الشعر الكربي إلى نوعين: أولي وثانوي على حسب مجموعة من المتغيرات التي تحكم تطور الصفة المرضية مثل التعرض للحمى بأنواعها، العقاقير الطبية، خلل وظائف الغدة الدرقية، الحمل والولادة وكثير من المتغيرات الأخرى.
يعتبر مرض تساقط الشعر الكربي أحد النتائج بطيئة الحدوث بسبب تغير دورة نمو الشعر وتحويلها عن مسارها أثناء فترة التنامي والتي تختص بإنبات الشعر من البصيلة. توقف طور تنامي الشعرة ينتج عند بداية مرحلة تراجع الشعرة ومرحلة الخمول والراحة التي تليها. ربما تبقى بصيلة الشعر ثابتة حتى بداية مرحلة التراجع أو تسقط قبل أن يكتمل نموها الكامل.

بناء على ذلك، يسمى خروج الشعرة من منشأها خروجا مبكرا عن العادة، لأن من الطبيعي أن تبقى الشعرة في مرحلة النمو لفترة طويلة ربما تبلغ عدة أعوام ثم تتبعها مرحلة إعادة تكوين البصيلة مرة أخرى والتي تستمر لفترة قصير لا تتجاوز 3 أشهر. ويجب أن لا نخلط بين تساقط الشعر في مرحلة التراجع والخمول التي تصيب الشعرة وبين تساقط الشعر الكربي الذي يحدث على مدار عدة أشهر.

ويختلف تساقط الشعر الكربي عن اضطراب فقدان الشعر الدائم المسمى “داء الثعلبة alopecia areata“، فقد تسقط كميات كبيرة من الشعر، ولكنها غالباً ما تكون مؤقتة، وعادةً ما ينمو الشعر مرة أخرى. عادة ما يستمر تساقط الشعر الكربي لمدة 6 أشهر، ولا يوجد علاج محدد، ولكن تحسين نمط الحياة، والتغييرات الغذائية يمكن أن تكون خطوات فعّالة لتحفيز نمو الشعر، وبالتأكيد يجب علاج السبب الرئيسي .

 

أعراض تساقط الشعر الكربي :

يتمثل الغرض الرئيسي لحدوث تساقط الشعر الكربي في زيادة تساقط الشعر عن المعتاد لأكثر من 6 أشهر.
– الشخص الذي يعاني من هذه الحالة لا يفقد كل شعره، على الرغم من أن الشعر يصبح ضعيفًا بشكل ملحوظ.

تساقط الشعر الكربي وكيفية حدوثه تفصيليا :

يعتبر مرض تساقط الشعر الكربي أحد النتائج بطيئة الحدوث بسبب تغير دورة نمو الشعر وتحويلها عن مسارها أثناء فترة التنامي والتي تختص بإنبات الشعر من البصيلة. توقف طور تنامي الشعرة ينتج عند بداية مرحلة تراجع الشعرة ومرحلة الخمول والراحة التي تليها. ربما تبقى بصيلة الشعر ثابتة حتى بداية مرحلة التراجع أو تسقط قبل أن يكتمل نموها الكامل. بناء على ذلك، يسمى خروج الشعرة من منشأها خروجا مبكرا عن العادة، لأن من الطبيعي أن تبقى الشعرة في مرحلة النمو لفترة طويلة ربما تبلغ عدة أعوام ثم تتبعها مرحلة إعادة تكوين البصيلة مرة أخرى والتي تستمر لفترة قصير لا تتجاوز 3 أشهر. ويجب أن لا نخلط بين تساقط الشعر في مرحلة التراجع والخمول التي تصيب الشعرة وبين تساقط الشعر الكربي الذي يحدث على مدار عدة أشهر.

فيزيولوجيا تساقط الشعر الكربي :

تمر الشعرة بشكل طبيعي خلال دورة حياتها بثلاث مراحل، وهي:

مرحلة النمو والتي تسمى Anagen وتستمر حوالي ثلاث سنوات.

المرحلة الانتقالية والتي تسمى Catagen والتي تستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع.

مرحلة الراحة والتي تسمى Telogen وتستمر ما يقارب الثلاثة أشهر.
ترتبط الإصابة بتساقط الشعر الكربي مع الطور الأخير Telogen من حياة الشعر، في الوضع الطبيعي ما بين ٥-١٠٪ من الشعر كون في المرحلة الأخيرة مرحلة الراحة، ولكن في حال الإصابة بتساقط الشعر الكربي فإن الفترة التي تقضيها الشعرة في مرحلة النمو أي المرحلة الأولى من دورة حياتها تصبح قصيرة جداً، ما يعني أن الشعر يدخل في المرحلتين التاليتين بشكلٍ أسرع، ليصبح ما يقارب ٣٠٪ من الشعر في مرحلة Telogenً ليؤدي ذلك إلى تساقط كمية كبيرة من الشعر بوقتٍ أقل.

أسباب تساقط الشعر الكربي:

قد يسبب الإجهاد الشديد تساقط الشعر الكربي بما في ذلك:

الفترات الطويلة من الإجهاد: يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر الكربي، ويحدث تساقط الشعر عادةً بعد 3 أشهر من الحدث المجهد.

النظام الغذائي السيء: يتطلب الشعر العناصر الغذائية الأساسية بما في ذلك البروتين، والحديد، وفيتامينات ب، والزنك لينمو، ويؤثر النقص في هذه العناصر الغذائية على نوعية وكمية الشعر.

فقدان الوزن المفاجئ: فقدان الوزن أو الحد من السعرات الحرارية، كما هو الحال في فقدان الشهية العصبي يؤدي لتساقط الشعر.

الحمل والولادة: خلال فترة الحمل، يظل الشعر في مرحلة النمو لفترة أطول، ويمكن للتغيرات الهرمونية التي تحدث بعد 3 إلى 6 أشهر من الولادة أن تتسبب في سقوط الشعر، وتسمى هذه الحالة تساقط الشعر الكربي ما بعد الولادة.

انقطاع الطمث: التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء انقطاع الطمث قد تتسبب أيضًا حدوث تساقط الشعر الكربي.

بعض الأدوية: بعض الأدوية يمكن أن تسبب فقدان الشعر. المشكلات الصحية؛ ويمكن أن تشمل أمراض المناعة الذاتية، المشكلات التي تؤثر على الغدة الدرقية، و الثعلبة البقعية.

العمليات الجراحية: اعتمادًا على نوع الإجراء وطول مدة الإقامة في المستشفى والأدوية والحالة التغذوية العامة.

التسمم بالمعادن: الاتصال مع المواد الكيميائية السامة في المعادن يمكن أن يؤدي إلى تساقط الشعر.

التوتر الشديد: إن التوتر الشديد ولفترة طويلة يؤدي ذلك إلى تساقط الشعر الكربي، وعادة ما يحدث تساقط الشعر بعد مرور ثلاثة أشهر.

علاج تساقط الشعر الكربي :

يعتمد علاج تساقط الشعر الكربي على ما يسبب فقدان الشعر، فبمجرد أن يتم تحديد السبب ومعالجته، تعود دورة الشعر طبيعية ويبدأ الشعر في النمو مرة أخرى وبمجرد إزالة السبب الذي أدى إلى التساقط تعود دورة الشعر للوضع الطبيعي، ومن ثم يبدأ الشعر بالنمو مرة أخرى، ولا سيما أن هناك بعض الخيارات للعلاج ومنها

– اتباع نظام غذائي صحي لمعالجة النقص بالعناصر الغذائية، ويشمل النظام الغذائي الذي يجب اتباعه إدخال البروتين كمادة أساسية في الغذاء فهو أساس الشعر الصحي، وكذلك بتناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والكبد والخضراوات الورقية.

العلاج بالهرمونات البديلة للنساء في حال كان السبب انقطاع الطمث.

التخلص من عوامل القلق والتوتر ومحاولة أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وكذلك تمارين التأمل والاسترخاء.

علاج مشاكل الغدة الدرقية في حال كانت هي السبب.

تناول الفيتامينات والمكملات الغذائية التي تحتوي على البيوتين وفيتامين C والزنك والحديد؛ فهي تساعد على إعادة نمو الشعر.

التغييرات الغذائية التي تساعد:

يوفر البروتين اللبِنات الأساسية لنمو الشعر، تأكد من أن النظام الغذائي يحتوي على الكثير من الأطعمة الغنية بالبروتين مثل: اللحوم، والبيض، والأسماك، والفول، والحبوب، والمكسرات. قد يكون نقص الحديد مرتبطًا تساقط الشعر الكربي، احرص على تناول الأطعمة الغنية بالحديد؛ تشمل: اللحوم الحمراء، والكبد، والخضروات الورقية الخضراء الداكنة، والفاصوليا، والعدس. يمكن تناول المكملات الغذائية لفترة قصيرة بينما يتم تحسين الحالة التغذوية.

تشخيص تساقط الشعر الكربي الحاد :

يمكن إجراء العديد من الاختبارات لتشخيص تساقط الشعر الكربي مثل:

يمكن أن يشير قطر وطول الشعر المتساقط إلى هذه الحالة.

يمكن إجراء اختبار سحب الشعر لمعرفة مقدار تساقط الشعر.

يمكن إجراء اختبار غسيل يتم من خلاله حساب عدد الشعر المفقود أثناء غسل الشعر.

إذا كان الشعر المتساقط لا يحتوي على أجزاء ملونة من البصيلة في نهاياته، يكون الشعر في هذه الحالة في مرحلته النهائية وهي مرحلة الراحة التي تسقط الشعر بشكل طبيعي. على العكس من ذلك، إذا خرج الشعر وفي نهاياته يوجد أجزاء ملونة من بصيلة الشعر أو الانتفاخ الصغير الذي يمكن ملاحظته بسهولة، يكون الشعر هنا في مرحلة النمو.

– قد يكون فحص الدم مفيدًا لمعرفة سبب تساقط الشعر، فهذه الاختبارات يمكن أن تساعد في تشخيص نقص الحديد أو قصور الغدة الدرقية.

–> أيضا يتم تشخيص الضغط العصبي والمشكلات النفسية المتعددة على أنها من مسببات تساقط الشعر الكربي الحاد. ولا يمكننا أن ننسى أن نسبة 33% من هذه الحالات المرضية القصيرة تكون غير معلومة السبب. التغيرات الموسمية في نسب تساقط الشعر لدى النساء ذوات الشعر الطويل تعتبر من الإشارات الواضحة لتلك الحالة.

–> يجب أيضا إجراء عدة اختبارات قبل تحديد نوع العلاج المناسب، حتى يكون الطبيب على دراية كاملة بكافة مسببات هذا النوع من تساقط الشعر الكربي الحاد. من الواجب إجراء صورة دم، تحليل نسب الحديد، تحليل وظائف الغدة الدرقية، اختبار الزهري، نسب الزنك، والصفائح الدموية.

بعد التعرف على كافة مسببات المرض والتأكد أنه تساقط شعر كربي من النوع الحاد، يكون من المتوقع استقرار الشعر خلال فترة تتراوح من 3-6 أشهر بشكل طبيعي دون التدخل الطبي. في بعض الأحيان يصف الطبيب بعض المكملات الغذائية وعمل نظام حمية ونوم ثابت لمساعد الجسم وبصيلات الشعر على تجاوز هذه الفترة بنجاح.

وعليه يجب ان ننوه الى وجود تساقط شعر كربي مزمن في بعض الحالات ، فلماذا يعتبر تساقط الشعر الكربي من الأمراض المزمنة و ماهي طرق العلاج ؟

تشخيص تساقط الشعر الكربي المزمن :

تساقط الشعر الكربي من النوع المزمن هي الحالة التي تصف استمرار مرحلة راحة البصيلة النهائية لمدة تزيد عن 6 أشهر. من أشهر مسببات هذا النوع من تساقط الشعر خلل الغدة الدرقية سواء كان فرط إفراز هرموناتها أو نقص هذا الإفراط، والأنيميا ونقص الحديد في الدم، التهاب الجلد الناجم عن خلل في الأمعاء، وسوء التغذية أيضا. تصل نسبة المصابين بالمرض بسبب اعتلال الغدة الدرقية إلى نحو 50% من الحالات التي تعاني من تساقط الشعر الكربي من النوع المزمن.

فرط نشاط الغدة الدرقية يسبب عجز في قدرة الخلايا على الانقسام في بشرة الجلد. يتسبب هذا العجز في إطالة فترة تراجع الشعر وعدم الدخول في مرحلة الراحة النهائية بالشكل المطلوب. لا توجد علاقة معلومة بين مدى تطور فرط نشاط الغدة الدرقية وتطور تساقط الشعر خاصة في الرجال. من الطبيعي أن يلجأ المريض إلى علاج طبي مناسب للغدة الدرقية أولا قبل الإقدام على أي خطوة تخص إعادة إنبات الشعر.

يمكن أن يتسبب نقص الحديد أو الأنيميا في حدوث تساقط الشعر الكربي من النوع المزمن، وتكون نسبة 20% من الحالات ممن يعانون من هذا المسبب. عادة تكون نسبة الجديد في الدم أقل من 20 وحدة في مثل هذه الحالات من الأنيميا التي تؤدي لتساقط الشعر المزمن. يتسبب هذا النوع من نقص الجديد في قصر عمر خلايا الحمض النووي الحيوي مما يفقد البصيلة قدرتها على الدخول في مرحلة نمو الشعر مجددا.

استخدام العقاقير الطبية للمرة الأولى يعتبر من مسببات تساقط الشعر الكربي المزمن مما يؤدي إلى بدء مرحلة نمو جديدة للشعر دون المرور بمرحلة الراحة الكافية. هذه الحالة تكون كافية لحدوث خلل كبير في بصيلة الشعر مما يفقدها القدرة على استعادة خلاياها المراهقة وكذلك عدم القدرة على نمو الشعر مجددا. يجب إجراء الفحوصات الطبية المناسبة لاكتشاف نوع العقار الجديد الذي يستخدمه الشخص قبل الشروع في التعامل مع تساقط الشعر وعلاجه.

طرق علاج تساقط الشعر الكربي المزمن:


من المؤسف أن غالبية أنواع العلاجات الطبية المتاحة لهذا النوع من تساقط الشعر المزمن لا تقدر على استعادة الشعر المفقود بشكل فعال. إلا أن الحل الأمثل لهذه الحالة الشائكة من تساقط الشعر هو تتبع المسببات الواقعية للمرض أولا. بعد علاج جميع تلك المسببات مثل خلل الغدة الدرقية ونقص الحديد والزنك وما إلى ذلك، يكون من الأفضل في غالبية الحالات إجراء عملية زراعة شعر الطبيعي لتغطية الفقد الكبير في شعر فروة الرأس.

عمليات زراعة الشعر تعتبر الملاذ الأخير في مثل هذه الحالات المرضية، لأن تساقط الشعر الكربي المزمن لا يتوقف تمام ويستمر لعقود متتالية من الزمن وربما يستمر طويلا جدا. في هذه الحالة يضطر المريض لإجراء عملية زراعة شعر بتقنية الاقتطاف لأنها الأمثل في مثل هذه الظروف لأن الشعر المزروع لن يتأثر بعوامل التساقط المتواجدة بالفعل بعد ذلك. الدليل على هذا هو أن الشعر المزروع يتم نقله بجميع خواصه الدائمة من المنطقة المانحة للمناطق التي تعاني من تساقط الشعر المزمن.

بناء على ذلك، لن يكون هناك حاجة للقلق مستقبلا على مصير هذا الشعر الجديد لأنه يقاوم عوامل التساقط بشكل طبيعي. يقوم الطبيب المعالج بوصف العقاقير الطبية المساعدة اولا لكي يقضي على مسببات تطور التساقط، ولكنه لن يكون قادرا على استعادة الشعر المتساقط بالكامل. وذلك بسبب تلف البصيلة المنتجة للشعر بفعل خلل دورة نمو الشعر وارتفاع البصيلة إلى سطح بشرة فروة الرأس.

زراعة بصيلات جديدة في المناطق التي فقدت الشعر بفعل التساقط المزمن سوف يكون بعمق كبير داخل أدمة البشرة تماما كعمق الشعر الأصلي في فترة المراهقة والذي كان قويا وكثيفا. سيستغرق الشعر الجديد فترة قصيرة حتى يستقر ويكمن في موضعه الجديد بالعمق المناسب للبصيلة في فروة الرأس مما يسمح له بعد ذلك بإنتاج شعر قوي وثابت وغير خاضع لمسببات التساقط المزمن السابقة.

يفضل إجراء عملية زراعة الشعر بتقنية الاقتطاف في مثل هذه الحالات حتى يكون الطبيب قادر على انتقاء البصيلات القوية المنتجة للشعر بشكل كثيف وترك أي بصيلة غير منتجة. هذه الحالة الانتقائية سوف تسهل كثيرا من سرعة استشفاء البصيلات المزروعة وتحفيز خلاياها على التأقلم السريع مع بيئة الشعر الجديدة.

و عليه إن علاج تساقط الشعر الكربي يعتمد في المقام الأول على المسبب، وبمجرد إزالة السبب الذي أدى إلى التساقط تعود دورة الشعر للوضع الطبيعي . و من المؤسف أن غالبية أنواع العلاجات الطبية المتاحة لهذا النوع من تساقط الشعر المزمن لا تقدر على استعادة الشعر المفقود بشكل فعال. لذلك تعتبر عمليات زراعة الشعر تعتبر الملاذ الأخير في مثل هذه الحالات .

المراجع

https://www.health.harvard.edu/a_to_z/telogen-effluvium-a-to-z