الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي

الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي

يعدّ تساقط الشعر أمر طبيعي وصحي حيث يزيح الشعر الجديد عادةً الشعر القديم مسبباً إسقاطه. كما يتعرض شعرك بأكمله لدورة طبيعية تبدأ بالنمو إلى الاستطالة وتنتهي بالسقوط. يعتمد نمو الشعر بشكل عام على العمر والتغذية بالإضافة إلى التمثيل الغذائي ونمط الحياة. ولكن لا يمكن القول إن أي تساقط للشعر هو شيء طبيعي، حيث قد يكمن السبب وراء خسارتك لشعرك لأسباب مرضية تحتاج للعلاج. فما هو الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي وما الذي يمكنك فعله عند خسارتك للشعر؟

عدد الشعر الطبيعي في الرأس

يصل عدد الشعر في فروة الرأس لحوالي ثلاثين ألف شعرة، كما يُقدر معدل نمو الشعرة بما يعادل 0.35 مم في كل يوم. بشكل عام، يتباين عدد الشعر على الرأس بين 80 ألف و120 ألف شعرة. ويعدّ تعداد الشعر في فروة الرأس معيار جيد للتفريق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي.

كيف نفرق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي؟

يقوم الأطباء عادةً بالاستناد إلى عدة عوامل للتفريق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي، حيث يعدّ معدل تساقط الشعر أهم هذه العوامل. تُصنّف الأكاديمية الأمريكية لأطباء الجلد تساقط الشعر الذي يتراوح بين 50 و100 كأمر طبيعي وصحي. كما نلاحظ تزايد معدل تساقط الشعر مع ازدياد طوله. جمعنا لكم متوسط معدلات تساقط الشعر الطبيعي في يوم واحد في الجدول التالي:

معدل تساقط الشعر الطبيعي

عدد الشعر المتساقط بشكل طبيعي ليوم واحد

للإناث

50 – 100

للرجال

50 – 100

لفتاة مراهقة

50 – 150

أثناء غسل الشعر

150 – 200

أثناء التمشيط

50 – 100

في الصيف

50 – 100

في الشتاء

50 – 100

في الرياح الموسمية

50 – 120

في سن اليأس

200 – 300

بعد غسل الشعر

50 – 100

بعد استخدام الزيت

50 – 100

بعد الحمل

300 – 400

قد يعاني بعض الأشخاص من تساقط غير طبيعي للشعر، المعروف أيضاً باسم تساقط الشعر الكربي. حيث يتساقط حينها أكثر من 100 شعرة يومياً نتيجة لمرض ما أو بسبب الإجهاد اليومي أو فقدان الوزن المفاجئ. ويمكن وصف التساقط أنه غير طبيعي عند ملاحظة ترقق في الشعر على فروة الرأس، مع استمرار سقوط الشعور لمدة تتجاوز الثلاثة أشهر بدون أي توقف. عند ملاحظة تساقط كبير للشعر، ننصح باستشارة الطبيب ليس فقط للحفاظ على شعرك، بل أيضاً للتأكد أن هذا التساقط غير مرتبط بمرض عضوي كخلل في الكبد أو الغدة الدرقية.

اختبارات تساقط الشعر

قد يتسبب تساقط الشعر الكبير في انخفاض كثافته بشكل ملاحظ. كما يؤدي تجاهل المؤشرات وعدم معالجة أسباب التساقط لتدهور الوضع بشكل سريع. بشكل عام، هناك عدة اختبارات أولية يمكن القيام بها للتمييز بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي، تشمل هذه الاختبارات:

  • اختبار السحب: نمرر ما يعادل حوالي ستين شعرة برفق بين الأصابع، حيث نصّنف سقوط ثماني شعرات فقط كتساقط طبيعي، بينما يعدّ سقوط خمسة عشر شعرة تساقطاً غير طبيعياً.
  • اختبار المشط: نمشط الشعر بدءاً مؤخرة الرأس وحتى الأمام، فإن سقط أكثر من خمسة عشر شعرة يدّل هذا على وجود تساقط غير طبيعي للشعر.

علامات لمعرفة الفرق بين تساقط الشعر الطبيعي والغير طبيعي

  • بدء انحسار الشعر على الجبهة وانخفاض في كثافة الشعر.
  • ظهور بقع صلعاء غير منتظمة أو دائرية في فروة الرأس أو اللحية.
  • تساقط الشعر على شكل خصل وكتل كثيفة.
  • ظهور القشرة على فروة الرأس مصاحبة لبعض الأمراض الجلدية كالسعفة والصدفية، الأمر الذي يؤدي إلى تورم بصيلات الشعر وضعفه وتساقطه.

الفرق في تساقط الشعر بين النساء والرجال

يعاني أكثر من 75% من الرجال من تساقط الشعر في مرحلة ما من حياتهم، بينما تصل النسبة بين السيدات إلى أقل من 50%. كما يعدّ الرجال أكثر عرضة للإصابة بالثعلبة الناتجة عن زيادة هرموناتDHT التي تُصّنع من التستوستيرون معترضة الأوعية الدموية في بصيلات الشعر، مما يحرم الشعرة من الحصول على الغذاء والأكسجين مسبباً تساقط الشعر وتوقف نموه.

كما تلعب عوامل عدة مثل العمر والإجهاد بالإضافة إلى تناول أدوية وعقاقير معينة دوراً كبيراً في زيادة تساقط الشعر. بينما يساعد اتباع أسلوب حياة صحي والالتزام بنظام غذائي مناسب في الحماية من تساقط الشعر.

علاج تساقط الشعر

توصلت الأبحاث العلمية إلى العديد من الحلول للحد من تساقط الشعر. تختلف النتائج المتوقعة من هذه العلاجات حسب نوعها وحسب حالة الشخص. ولكن بشكل عام، يمكن القول إن التدخل الطبي السريع يضمن تحقيق نتائج مضمونة في علاج تساقط الشعر. ومن أبرز هذه الحلول:

  • كبسولات الشعر: تعدّ إحدى العلاجات الدوائية الرائجة حالياً والتي يلجأ إليها الأطباء في بداية مرحلة علاج تساقط الشعر. حيث يقتصر دورها في إمداد الجسم ببعض الفيتامينات والمعادن الضرورية لاستعادة بصيلات الشعر قوتها وإيقاف تساقط الشعر بمرحلة مبكرة. من أشهر تلك الكبسولات: المكملات الغذائية من الفيتامينات (A- C- E- D) والمعادن وأبرزها الحديد، كما يفيد الاستخدام الموضعي لحبوب الكافيين ومادة البيوتين في تغذية الشعر وتقويته.
  • حقن البلازما: تملك حقن البلازما تأثيراً كبيراً على فروة الرأس وذلك بسبب احتوائها على الصفائح الدموية المستخرجة من جسم الشخص نفسه. يساعد احتوائها على الفيتامينات والبروتينات في تنشيط ومساعدة بصيلات الشعر على إنتاج البروتينات والكيراتين والكولاجين. لذا فإن حقنها في جذور الشعر مباشرةً يسبب نمو الشعر الجديد
  • بصحة أكبر وإيقاف تساقط الشعر بشكل ملحوظ.
  • حقن الكولاجين للشعر: يوجد الكولاجين بشكل طبيعي في أجسادنا وتزداد نسبته في الشعر والأظافر. كما يساعد حقن فروة الرأس بالكولاجين في إعادة بصيلات الشعر إلى نشاطها المعتاد وحيويتها وإتمام دورة الشعر المتعارف عليها بشكل سليم. الأمر الذي يؤدي إلى إيقاف تساقط الشعر إلى حد كبير، وبالتأكيد عليك استشارة طبيب متخصص قبل الخضوع لجلسات الحقن بالكولاجين لضمان السلامة.
  • عمليات زراعة الشعر: تعدّ عمليات زراعة الشعر الحل الأمثل لتساقط الشعر بشكل عام، والعلاج الأفضل لتساقط الشعر الوراثي لدى الرجال والنساء. يتضمن التدخل الجراحي زراعة بصيلات الشعر في المنطقة التي تعاني من الصلع بفروة الرأس وذلك بعد حصدها من مناطق أخرى غزيرة بالشعر.

بالطبع، تختلف تقنيات زراعة الشعر حسب حالة كل شخص، ولكن بشكل عام، تعدّ تقنية زراعة الشعر بالاقتطاف (FUT) الأكثر تطوراً حيث يتم فيها استخراج الشعر من منطقة مانحة بجسم الإنسان مثل الظهر أو مؤخرة الرأس. ومن ثم زراعة تلك الشعيرات بصيلة تلو الأخرى لحين إخفاء المكان الفارغ الذي عانى من تساقط الشعر. كما تنتشر تقنية الشريحة (FUE) الأسرع والأقل تكلفة التي تعتمد على زراعة شريحة كاملة من الشعر في الفروة دفعة واحدة.

يعدّ الشعر الصحي والكثيف أحد أهم مظاهر جمال الرجال والنساء حول العالم. لذا فقد يسبب تساقطه القلق الكبير للعديد من الأشخاص. ولكن تحديد أسباب تساقط الشعر وتحديد نوعه يسّهل التحكم فيه بشكل كبير. ننصحك بمتابعة معدل تساقط الشعر وزيارة طبيب مختص كي يساعدك في السيطرة على مشكلة تساقط الشعر منذ مراحلها المبكرة، الأمر الذي سيسّرع رحلة علاج تساقط بشكل كبير ويوفر عليك تكاليف ضخمة قد لا تكون مضطر لدفعها.